هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.




 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 نص مقابلة الفنان عبد العزيز الدهر حول الفن التشكيلي في البصرة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
علي الكتلوني
المُشرف العام
المُشرف العام
علي الكتلوني


ذكر
عدد الرسائل : 120
العمر : 36
الموقع : البصرة-كوت الحجاج
العمل/الترفيه : طالب جامعي:محاسبه
المزاج : على طخت عقلي
تاريخ التسجيل : 08/04/2008

نص مقابلة الفنان عبد العزيز الدهر حول الفن التشكيلي في البصرة Empty
مُساهمةموضوع: نص مقابلة الفنان عبد العزيز الدهر حول الفن التشكيلي في البصرة   نص مقابلة الفنان عبد العزيز الدهر حول الفن التشكيلي في البصرة Icon_minitimeالإثنين 14 أبريل 2008, 21:48

حوار اجراه الفنان والناقد هاشم تايه في جريدة المنارة
14/3/2008
التشكيلي عبد العزيز الدّهر فنان يتمتّع بنصيب كبير من التحدّي، والمطاولة والصّبر، فنّان حالم، طموح، عمليّ، ما أن تترسّخ لديه القناعة بمشروع فنّي حتى يسخّر له طاقاته كلها مانحاً إيّاه وقته وماله... أسّس، في البصرة خلال العقدين الأخيرين من القرن الماضي، قاعتين فنّيتيْن، وانشغل خلال السنوات القريبة الماضية بالتّهيئة لتأسيس قاعته الأخيرة (مينا) التي أنشأها على ضفة شط العرب في البصرة، وباشرت أنشطتها منتصف العام الفائت، وكان...
صاحبها يحلم بأن تكون فضاء تتحاور فيه تجارب التشكيليين البصريين الذين عانوا طويلاً من غياب قاعة عرض حديثة تستقبل أعمالهم وتعرضها على الجمهور..
في حوارنا الفنان الدّهر الذي تركّز على الدور الذي يمكن تقوم به (مينا) في استثارة حركة التشكيل في البصرة، وإعطائها المزيد من الدفق والحيويّة والتواصل، أكثر من قضية للمناقشة والحوار بما يخدم تحريك المشهد التشكيلي في هذه المحافظة بعد سنوات انطفاء وخمود وعزلة...
- خلال عمرها القصير الذي يوشك أن يُتمّ سنته الأولى، إلى أي مدى استطاعت قاعة مينا أن تحرّك المشهد التشكيليّ البصريّ بشكل خاص، وأن تكون فاعلة فيه، وكيف؟
- يبدو أن تحريك المشهد الثقافي التشكيلي في البصرة مهمة شاقة وعسيرة.. فكلمة (تحريك) وهي إستعارة لطيفة تأخذك سريعا إلى تصور ذهني لبحيرة ساكنة تحتاج إلى مجرد حجر يلقى فيها أو إلى عصا (تخبطها) وتحركها...
لو استخدمنا هذه الاستعارة لوجدنا أن البركة قد اختلطت مياهها وثقل الطين فيها.. فالسنوات العجاف الطويلة من التسطيح والتهميش والعوز والفقر التي مر بها الفنان البصري، بالإضافة إلى الابتعاد القسري عن تجارب الآخرين ومعارضهم والتحولات العالمية الكبيرة في مجالات الفن والإبداع.. كذلك انعدام التواصل مع أسماء مهمة كبيرة تأخذ بيد الطاقات الجديدة إلى حيث الطريق الصحيح... جعلت من الفنان يجتر تجارب سابقة أكل عليها الدهر وشرب.. وأصبح مشروع (التحريك) مشروعاً صعباً رغم أنه غير مستحيل....
إن مجرد افتتاح قاعة فنية لا يمكن لها أن تدعي القدرة على تحريك هذا الكم الهائل من الركام.. ولكن الصحيح أن هذه القاعة يمكنها أن تكون اللبنة الأولى أو القاعدة الأساس لبناء سليم في مشروع نهضوي تطويري يحتاج إلى مقومات وأسباب كثيرة مهمة، ووجود قاعة فنية بمواصفات ممتازة لاشك بأنه احد أسبابها..! يبدو أن الحكم الدكتاتوري وسلطة الفرد الأوحد الذي يفكر ويعمل بالنيابة عنا بل و(يستلهم) نيابة عنا قد أخذت مأخذها في تفكير ووجدان العراقي، والفنان التشكيلي العراقي ابن هذا الشعب وهو غير مستثنى من هذه القاعدة! والمثل العراقي الشعبي يقول إن الظلم لو دام دمّر.. والظلم عندنا دام أكثر من المعقول، فنشأت أجيال تتلوها أجيال لا تعرف غير مكرمة القائد واستكانت إلى ما تجود به جيوب المسؤول والمتفضل أو انكمشت على ذاتها وتركت الساحة وانكفأت على تجربتها ومحيطها الضيق وفي أفضل الأحوال نفذت بجلدها لتنشر تجربتها وفنها في أرض الغربة ولتتنفس رياح الحرية في أرض غير أرضها.... لقد كانت الفكرة الأساس لمشروع مينا كاليري- وهي عندي ليست محض قاعة عرض فني، بل هي مشروع كبير طالما حلمت به سنين طويلة خلت- أقول إن هذا المشروع جاء ليستنهض بالأساس جذوات تستعر في قلوب وضمائر عدد من الفنانين الأصلاء أصحاب المواهب الحقيقية والرؤية الواضحة، وإن غطتهم هموم السنين وحجبهم عن محيطهم الطبيعي ركام الغبار الثقيل... لم تكن (مينا كاليري) مجرد جدران نظيفة أو مساحة صقيلة لامعة فحسب (على الرغم من أهميتها للعرض الناجح) بل انني احلم دوما أن تكون الأرضية الصحيحة الأولى للانطلاق نحو التغيير والإبداع المنفتح على التجارب والثقافات في العالم الواسع.. ولم لا ونحن لا نعيش في زاوية مجهولة من مجاهل الأرض المنسية! (ولا أظن أن هناك أرضا بقيت منسية في هذا العالم الصغير الذي يصغر يوما بعد يوم بسبب الاتصالات الحديثة وثورة المعلومات!) وذلك من خلال الفنان البصري الذي يحمل جذوة الإبداع وطاقة التعبير الخلاقة القادرة على تغيير الواقع الرديء الذي يعيشه ويغلق عليه منافذ الشهرة والانطلاق.. ولكن للأسف فان الكثير من الفنانين في البصرة ما زالوا تحت هيمنة فكرة (المكرمة) وما زال الفنان ينتظر من القاعة (المشروع) أن تطرق له بابه وتوقظه من سباته لتأخذ بيده وتمنحه العطايا وتكون سوقاً سخيةً لرواج أعماله (على الرغم من مشروعية هذه الأحلام في أرض وظروف غير التي نحن فيها) ولكن الفنان كما يبدو استمتع بخدره اللذيذ وقبع بين ثنايا دكات أحلامه يلعن فيها الحظ العاثر ويستذكر الأيام الخوالي ويوزع الانتقادات بالمجان على هذا وذاك دون أن يحرك ساكنا ودون أن يكون هو رائدا وملهما.. لقد أدمن بعض فنانينا عادة التحسر على الأيام الماضية (وأكثرهم لم تمنحه الأيام الماضية إلا كيل يسير).. ورسم الفنان على نفسه ألف دائرة طباشير قوقازية وضع نفسه داخلها مستعذبا جلد الذات والبكاء على أطلال لم تكن موجودة أصلا!! ما زال البعض غير مدرك لحركة التاريخ ولم تهزه القناعات السائدة أو المسلمات التي اعتقدنا طويلا بأنها مسلمات لا جدال فيها، الخلاصة هو ما يزال بانتظار المخّلص الذي يأتي (ولا يأتي) كي يبني له جنته التي يحلم بها.
بعد قاعة رؤيا للفنون وقاعة بصرياثا للفنون، فإن مينا كاليري هي التجربة الثالثة لي في طريق التحريك الصعب.. هذه التجارب الثلاث تجاوز عمرها الخمس عشرة سنة ولكن يبدو أنني لم أفلح إلى الآن في إيصال رسالتي البسيطة التي طالما تبنيتها إلى الفنان البصري التي مفادها (أن هذه القاعة- المشروع- هي حلم عزيز قد تحقق من دون فضل لأحد علينا نحن معشر الفنانين.. لم يتكرم علينا قائد أو مسؤول أو صاحب حظوة في سلطة أو منظمة أو حزب.. إنه حلمكم النقي الشفاف الذي لم تشبه شائبة ولم تلوثه أيام السوء ولا أهل السوء بأيه لوثة فلتكن منطلقا لكم حتى تخرجوا إلى الناس مرفوعي الرؤوس.. أنقياء بنقاء ألوانكم.. أصحاب مشروع تنويري وحضاري واضح وجميل بجمال إبداعاتكم.. هذه القاعة ليست منة من احد على أحد وعالمها مفتوح لكل إبداع حقيقي وأصيل.. وإن وضعت فيها شروط للعرض والمشاركة فهي من أجل رفعة الفنان وتكريم لعمله.)
- هل لك أن تصف لنا جمهور قاعة مينا، وكيف تجد تجاوبه مع ما يُعرض فيها من أعمال، وهل لدى إدارة مينا خطط أو سائل لتوسيع قاعدة جمهورها؟
- بالنسبة إلى جمهور القاعة، فأنت تعلم يا صديقي العزيز، أن هذه المدينة المسكينة قد أصابها ما أصابها وأصبحت اللوحة أو الفن عموما كائناً غريباً عن ابن هذه المدينة.. إن ترفّع الفنان عن ابن مدينته بحجة التخلف وعدم الفهم ترفّع غير صحيح بل هو تنصّل عن مسؤولية وواجب. وإن إعادة ثقافة اللوحة وثقافة العمل الفني مشروع يتطلب الكثير من الجهد والمثابرة والصبر، وحبا حقيقيا لهذه المدينة ولتراب أرضها.. لذا فأنا أدعو كل فناني البصرة الذين غادروها وسكنوا المنافي ألا يديروا ظهورهم لها ويكتفوا بالتباكي وذرف دموع اللوعة والحنين إليها، أنا اسأل أين فيصل لعيبي.. أين عفيفة، وصلاح جياد ومحمد مهر الدين ومنقذ الشريدة ووو الكثير غيرهم؟؟ نسمع كثيرا عن فنانين أقاموا عروضا خيرية لأطفال متشردين او مرضى.. أو عن فنانين صاروا سفراء لبلدانهم للنوايا الحسنة.. ألا توجد نوايا حسنة لمدينة جميلة مثل البصرة تعاني في ثقافاتها وفنونها من الاحتضار والعزلة ويعاني فنانها الأصيل من النسيان والتهميش! ألا توجد نوايا حسنة كي نعين الجمهور البصري المسكين من أجل عودة الروح؟ المدينة مفتوحة أمامكم ومينا كاليري تفتح ذراعيها لكم، أعطوا زكاة إبداعاتكم الفنية معارض وفعاليات ثقافية تقيمونها في هذه المدينة صاحبة الفضل الأول عليكم! تأتي بين فترة وأخرى مجاميع من الشباب المراهقين الذين يرومون التسكع الترويح عن النفس على رئة البصرة الوحيدة كورنيش شط العرب.. وتقودهم خطاهم الجامحة الى أعتاب قاعة مينا كاليري يقفون أمام القاعة وأسمعهم يتمازحون ويتهكمون ويدور فيما بينهم حوار يدل على نظرتهم إلى مثل هذه الأمكنة (القاعات الفنية) من قبيل أن هذه الأمكنة ليست لأمثالهم أو أنها مخصصة لطبقة من (غير طينتهم ومستواهم.. بعبارة صريحة إنها (لأناس فايخة)!! يتجرأ احدهم ليدخل إلى هذا العالم المجهول، يلحقه آخرون، يبدأون بالتهكم والسخرية (طبعا هم لا يعرفون من المسؤول عن القاعة) يتبادلون النكات والتعليقات، يستوقفهم شيء، ربما سؤال.. أين صاحب القاعة؟ ويبدأ سؤال خجول مرتبك وتخف بعدها شيئا فشيئا لغة العبث ويبدأ حوار آخر.. حوار المستفهم المعجب.. ثمّ يخرجون هواتفهم النقالة ويلتقطون الصور للوحات ولأنفسهم وينتهي الأمر بالمصافحات والامتنان وتبادل أرقام التلفونات والشكر على هذه اللحظات الجميلة ( وياريت يا أستاذ أن تذكرونا في كل معرض أو فعالية!.. هل يعني لك هذا الأمر يا صديقي العزيز شيئاً؟ خصوصا أن الأمر يتكرر دائما.. ماذا يعني لك أن احد تجار الأثاث في البصرة جلب مع بضاعته المستوردة لوحات فنية (تجارية) مواضيعها في غاية الحداثة وفيها تجريد مطلق مما قد يسميه البعض بـ(الشخابيط)!! وتنفد معظم هذه الأعمال.. تشتريها عائلات بصرية غير معروفة في الوسط الفني أو الثقافي؟؟ ألا تثير هذه الأمور أسئلة وتصورات عن هذا الجمهور الذي ازدرته الأنظمة السابقة ويزدريه الفنان والمثقف اليوم بحجة التخلف والرجعية؟ حتى ليظن السامع أننا قد خرجنا من غير طينة هذه الأرض وان ثقافاتنا ووعينا لم تتشكل بين ظهرانيهم؟.. إن الجمهور الذي اعنيه في كلامي هذا لا ينحصر بمجرد المواطن العادي بل يشمل أيضاً المسؤولين الحكوميين وأصحاب المصالح والشركات العامة والخاصة ونخبة الصناعيين وصناع القرار الذين نصبنا بيننا وبينهم أكثر من حائط بقائمة طويلة من الحجج والمسوغات (في الأقل في المعلن والمفضوح)!
- خلال بضعة الأشهر الماضية من عمر (مينا) أقيمت على جدرانها بعض المعارض المشتركة والشخصيّة، ولا بدّ أنّ إدارتها قد خرجت بتصوّر معيّن من تجربتها، يدعم توجّهها لتحسين أدائها في الوسط الذي تعيش فيه، هل لك أن تحدّثنا في هذه الجانب؟
- الحق يقال إن المعرض الأول لكاليري مينا كان معرضاً تدشينيّاً للقاعة شارك فيه الفنانون صدام الجميلي وياسين وامي وهاشم تايه وعبد العزيز الدهر، وكان صدمة نوعية للجمهور من حيث الانتقائية وأسلوب العرض الذي تطابق مع تكوين وشكل وأهداف القاعة وتصميمها وتوجهها.. كان عرضا جميلا ملهماً.. وكان معرض الفنان سمير البدران قد حمل معه كماً هائلاً من الخيال وشحنة كبيرة من العواطف والقدرة على الإبداع والولوج إلى ثنايا الروح وهو خلاصة تجربة فريدة وواعية لمفردات العمل الفني، خانته (في لحظته الأخيرة) أدوات العرض التي لم تكن لتلائم المستوى الفني المتقدم للأعمال، فكان خللاً واضحا في التقديم والعرض أضر بالمعرض ولكن لم يفقده أهميته وقوته.. أما المعرض الشخصي الأخير الذي كان للمصور الفوتوغرافي تضامن العضب فقد تجلت فيه رسالة القاعة في فسح المجال أمام الأسماء والتجارب الجديدة الواعدة التي تحمل الأصالة والتميز في عملها رغم قصر عمر التجربة، وفي هذا انفتاح مهم للأجيال المقبلة بشرط استيفاء شروط العرض السليم.. نحن ندرك (في مينا كاليري) مدى الصعوبات التي تواجهنا في نشر رسالتنا، وسوء الفهم بل وسوء الظن في بعض الأحيان، وما يمكن أن يواجهنا من هذا أو ذاك، ولكن الذين يدعمون القاعة (المشروع) في تزايد مستمر أيضاً.. وأن القاعة رغم كل ذلك سائرة في طريقها فاتحة ذراعيها لجميع التجارب الأصيلة الواعية من دون استثناءات أو فيتوات على احد أو أية تجربة أو أسلوب دون سواه.. وأن العراقيل التي تواجهنا، لن تجعلنا نتردد ولو للحظة في دفع هذا المشروع إلى الأمام.. فهو ثمرة حلم طويل وجميل ولسوف تؤتي هذه الثمرة أكلها ولو بعد حين، خصوصا حين يكون الهدف واضحا والرؤية سليمة وأن تتبع الخطوات يتم بطرق علمية وواعية..
- هل بإمكانك أن تحدّثنا عن خطوات مينا القادمة، وهي تتقدم لإطفاء شمعتها الأولى؟
- خطواتنا القادمة ستكون في الإصرار على البقاء والانفتاح على فضاءات أكثر رحابة واتساعاً من خلال التواصل مع قاعات العرض الفنية داخل وخارج العراق ودخول عوالم الانفتاح والترويج الرقمي من خلال شبكات الاتصال العنكبوتية واستحداث موقع الكتروني خاص بالقاعة. ومن الله التوفيق والسداد.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
نص مقابلة الفنان عبد العزيز الدهر حول الفن التشكيلي في البصرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتدى الفني :: قسم الفن التشكيلي-
انتقل الى: